أساليب مبتكرة لمكافحة تلوث البلاستيك: المبادرات العالمية ودور المغرب

بينما يكافح العالم تلوث البلاستيك، تظهر حلول مبتكرة وجهود تعاونية للتصدي لهذا التحدي العالمي. من خلال التقنيات الحديثة إلى الإصلاحات السياسية، يكتسب النضال ضد تلوث البلاستيك زخماً على عدة جبهات.

التطورات التكنولوجية

يعمل العلماء والمهندسون على تطوير طرق جديدة لمعالجة تلوث البلاستيك:

• إزالة الميكروبلاستيك: طوّر باحثون من جامعة سيتشوان، على سبيل المثال، روبوتات صغيرة على شكل أسماك قادرة على جمع الميكروبلاستيك من المياه. [1]

• ابتكارات إعادة التدوير: تستخدم طرق إعادة تدوير متقدمة، مثل استخدام الزيت النباتي والمغناطيس، لتحقيق فعالية تصل إلى 87% في إزالة الميكروبلاستيك. [1]

• تحويل النفايات إلى موارد قيمة: بالإضافة إلى ذلك، تقدم شركات مثل Orgro Fibre بدائل قابلة للتحلل بدلاً من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل أكياس الشتلات لمراكز الحدائق.

السياسات والإجراءات التنظيمية

تقوم الحكومات والمنظمات الدولية بتنفيذ لوائح صارمة للحد من تلوث البلاستيك:

• قيود على الميكروبلاستيك: تبنى الاتحاد الأوروبي قيوداً على الميكروبلاستيك المضاف عمداً إلى المنتجات، بهدف منع إطلاق 500,000 طن من الميكروبلاستيك خلال 20 عاماً. [16]

• معاهدة عالمية للبلاستيك: تُبذل جهود حالياً لوضع معاهدة قانونية ملزمة بشأن البلاستيك بحلول نهاية عام 2025 لمعالجة مشكلة البلاستيك أحادي الاستخدام وتقنيات إعادة التدوير.

• مسؤولية المنتج الممتدة (EPR): تتبنى العديد من الدول سياسة مسؤولية المنتج الممتدة، والتي تجعل الشركات المصنعة مسؤولة عن دورة حياة منتجاتها بالكامل.[32]

النهج الاستباقي للمغرب

يتخذ المغرب خطوات هامة لمعالجة تلوث البلاستيك والانتقال نحو اقتصاد دائري:

• أهداف طموحة لإعادة التدوير: يهدف المغرب إلى زيادة معدل إعادة تدوير البلاستيك إلى 50% بحلول عام 2025 و70% بحلول عام 2030.[34]

• حظر الأكياس البلاستيكية: طبق المغرب حظراً على الأكياس البلاستيكية، مما قلل بشكل كبير من استهلاكها وتأثيرها البيئي.

• مبادرات الاقتصاد الدائري: تعمل الحكومة على إعداد قانون للاقتصاد الدائري لدعم إصلاحات إدارة النفايات.[32]

• مشاركة القطاع الخاص: تقوم شركات مثل Sumilon Eco PET بتوسيع عمليات إعادة تدوير البلاستيك في المغرب، وتحويل الزجاجات القديمة إلى جديدة وخلق دورة حياة أكثر استدامة للبلاستيك.[33]

• التعاون الإقليمي: يشارك المغرب في مبادرة “المحيطات النظيفة”، التي تهدف إلى توفير 4 مليارات يورو من التمويل بحلول نهاية عام 2025 لحماية المحيطات ومكافحة التلوث البحري.[29]

التوعية العامة والمشاركة المجتمعية

تعد زيادة الوعي العام والمشاركة المجتمعية أمراً حيوياً في مكافحة تلوث البلاستيك:

• برامج تعليمية: تعمل المنظمات غير الحكومية والمجموعات المجتمعية [21] في المغرب على الترويج لبرامج تعليمية وتنظيم حملات تنظيف مجتمعية.[31]

• سلوك المستهلكين: أظهر استطلاع حديث أن 94% من المغاربة يدركون أهمية معالجة تلوث البلاستيك، مما يدل على تزايد القلق العام والاستعداد لاتخاذ إجراءات.[10]

• حملة زيرو ميكا: يدعو المغاربة إلى مزيد من الإجراءات لمكافحة تلوث البلاستيك من خلال مبادرات مثل حملة “زيرو ميكا” (صفر بلاستيك).[23]

مع اقتراب عام 2025 وما بعده، يتطلب الجهد العالمي لمكافحة تلوث البلاستيك استمرار الابتكار والإصلاحات السياسية والمشاركة العامة. ويُعد النهج الاستباقي للمغرب في هذه المعركة مثالاً على كيفية اتخاذ الدول خطوات ملموسة نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة. من خلال الجمع بين التقدم التكنولوجي والتدابير السياسية والمشاركة العامة، يمكننا العمل نحو عالم خالٍ من تهديد تلوث البلاستيك لنُظمنا البيئية وصحتنا.